كقلبٍ يموتُ في خندقٍ
عليكَ سنوات وأساطير
تدوس .... تدوس ....
ليكتمل ليلٌ نهائيّ .
ومن أسفل
من ذاكَ الظلامِ السحيق
تنوءُ آفاقٌ وجبال
وقد عركَتْ في نفسِكَ
نهدةً
وخطوةً مربوكة .
تنبهتْ الموانئُ والدموعُ إلى
ذلك
فاصبحتَ أسيراً
لصوتٍ لا يحبُ إلاَّ البعيد
إذاً
أنتَ هُناك
في قراركَ الذي يركضُ دائماً
تقشِّرُ الفراغَ كتفاحةٍ
وتأوي إلى رجفةٍ
ستطلقُ صوتكَ للصمت .
وكما رمحٍ يعبرُ الصدرَ كانت
الغيمةُ التي داهَمتها الطيورُ
تشهقُ على بابِ قلبِكَ
يومَ أن جَفَّ صوتُكَ أمامَ المساءِ
وأنتَ تنتظر شيئاً
ينفجرُ ليسَ بهدوء ...
لقد تَذَوَّبتْ تلكَ الدقائق
في فضاءِ لا يكترث
ورحلتْ الوجوه نحو
تجاعيدٍ حقيقةٍ
تمكّنتْ من إغلاق النوافذِ
تخلّتْ عن رؤيةِ المطر
وعكفتْ تربّي صغاراً
في صالةِ الدرس
وأنتَ كما أنتَ
تُصغي إلى نفسِ الصوتِ الخافتِ
وتنزعُ القارات من
صورةِ الحائطِ
واحدة واحدة
.
|