علي سفـر

مجاذبات الصدى
 

 

 


بعينين تدمنان انقلابَ الزجاج
انشقاقاً باتجاه لمعته،
جروحاً تخص المناداة،
احتضارها في ظلال مكانٍ
يتعثر بانعتاقه..
يقلقني احتمال صلب أوصاف رؤيتكِ
حين بعضُك تهدج الصوت،
والبقية حراك جامدٌ فيه،
يسكب احتواء الشريان الأخير قبل الانقطاع..
ركنَكِ القصيَ / تدافعَكِ البغي / انتباذَ ما حملتِ
رغاباً لجوجاً لاستعادة الوجد
طفحتِ وسلتِ خبب الخيول التجمحُ انصهار
القرب
كائنةٌ، وتختلطين موتاً يأخذ الوقعَ
بث حروفٍ تفرغ الحملَ امتداد أكفانٍ رقّعها
الاشتهاءُ..!
الصوتُ يسردُ وجوهاً مرتّدةً إلى ارتعاش
خشبةِ الوقتِ / زفيرِ الشيب / إغماضِ طفولةٍ
مثقوبةٍ بالهدوء..
تبدل.. ليلمس اختلال ميزان اتفاقنا، إذ قرارُ
صرخةِ الشروخ بلحظ الجدار
لوحات.. مساند تزركش انشداد
ظهرين طاولةً عالقةً دون أقدامٍ
فراغاً حتمياً لبلاغةٍ ينهبها الرواة..
محض مخلوقات مبتناةٍ بهندسةِ الحطام..
تماثيل مهشمةٌ في متحف الأضداد الصريحةِ
بين أسماء اللقى والكنايات المستولدةِ
كالعروش..



من هل كان لهم أن يأتوكِ وأنتِ تصعدين المخبوءَ وما لستِ تعرفين بأحمال الطيور قبل إزكام الصحراء بالبارود والتفسخ والسواد..؟
كان سرداً وكان الكلام المحصيُّ معهم يثقل انحسارك إلى امتدادٍ لا بدَ منه، لتبلغي عتبةً ثانية بعد انعطاف الوجد نحو الهلام..
يا لملح تعبك حين يغتال بوحَكِ فتسترسلين إلى مدنٍ أقلّ طهارةً من قبور شعراءَ أحبوا الملاءات وراء عينيك فمضوا:
أخذَ الموتُ معهـم كل سطرٍ كـُتـِبْ
تفكك القول بالفواصل حتى سُلِبْ
من موتهم يعيدون إليكِ ما جئتِ إليهم به، إذ ترفضين استرداد الغواية الأولى، كما لو عزة نفسٍ تهاوت من محل استمرائه الذلَّ، نهشُ عواطف الشجر على اغصان الوداد..
يأتونك من حيث لا يدريهم الوضوحُ حين، بعد قليل، يفتح باب الشجون الأقل ايلاماً ولن تكوني إذ يرتج بعد الانغلاق، وليعاود الصدور الصدى، طفحُ ألمٍ ساكنٍ في ذرى الحكايات التي تدخلين..
وجهك المحايد يقعي، والسواد حول محراب الذنوبِ غارقٌ في مراقبةِ الظلال الموحشةِ، أفلَ سؤالُكِ، انتهى دوره في انحناءة المختال بانحناء العبارة تلو المقامات المتكسرةِ بفعل الخيال:
- ألا ترمي زجاج ألوانكَ لتمضي بنهدات الملامة لتدعوني شكلاً جديداً لنسغك..!
أكونُ مشغولاً بكِ عني، لايراودني الصوت، أتفتت، يتقاسمني الحضور أنجز الهدوء، أطلب لمس المجرد من تفاصيل التضاريس مما يرويه الرواة:
كان في أقصى مصائرِهِ يحاججُ،
يذرُ بعد الروحِ رمادَ فتنتِهِ،
وفي دمعٍ لا يُرى يزاوجَ الحالاتِ المسبوقةَ بكآبة الأبعاد،
يطير منه قداسٌ مبهمٌ ليس يبقيه بين أهوائه إلا انحدارَ الاستغاثةِ حين تصلُ الحبَّ بامتحان الوقتِ وتلوّنِ الظل والوهاد..!!



ماذا بقي منك بعد الستار؟
جسدُ الصوت حين يناديكِ الترابُ بعد انفصامِكِ الأزليِّ صوبَ أقمارٍ متآكلةٍ عرّشتْ بطحلب الرجل القديم..
خسارةُ الأرض حين لمّتكِ بغية حالات الإيجاز والمدِّ بعد هطل السواد..
شائكةٌ بكِ، ملتفةٌ على دورانكِ المتحشرج بين الطفولةِ والرماد.. تنتظر اليد العابرة إلى المهجة لتقتص لميّتٍ فاحت صرخاتُ بنيّه في الأجلِ وفي القصائد الناجزة لماضيه، ببهاءِ اتقاد العزلة الأولى بعد افتضاض البكارة والحكاية، وخذلان راويها بحالات الارتخاء والصمت..!



واسعٌ طيف الحراك المر في حلق الصدى
ضيّقٌ صدر أحلام المريدين..
وبك اختناقُ الغلمةِ قبل صمت القبور..



و/ ما زال في المنفى/
خرج من مسار طَرَقَاتِه كما لو باح بالضوء
البعيد،
يخال الرّجعَ غوايةَ المواثيق المتحامقةِ..
يجاوز البداية إذ تسيلين، فيغوصُ البعيدَ إنشادَ
أُفقٍ مُستبدٍ في قيعانٍ مُخلخلةِ الوجيب..!
تبدل الحزن فيه هذا المُختلج بِهِ
إنكارُ ما بعدَ البدايةِ،
فلما يُصغى إليه..
ولا يموت..!!؟
 


1
-15/1/1995

 

من مجموعة يستودع الإياب- 2000

اللوحــة:

Wiliam BLAKE Le tourbillon des amants

 

موارد نصيـة

علي سفـر

ست قصـائـد

المحتــوى

مقبرة الدحداح

Ballades قرب الستـار

مجاذبات الصدى

شمس في الطريق

شبح

أيقونات لم يرسمها أندريه روبلوف

جماليـــات

إضـــــــاءات

حــوارات

مقـــــــالات

تر جمــات دراســـات نصــوص سرديــة بطاقـة تعريـف   
للاتصـــــــال خدمــــــــات

خــــــاص

مواقع مفضلـة مواقع صديقة مكتبات الموقع كشك الموقـع موارد نصيــة

موقـع محمد أسليـــم - تاريخ الإنشاء: 27 ينايـر 2002.