|
في
ليلةٍ مجنونةٍ وأُصَدَّقُ أنَّها غائمةٌ، اعتراني المطرُ وكثافةُ الماضي
.
وإذْ
تَحَلَّقَ قَلبُكِ حولَ العاصفةِ المُفتَرضِ أنَّها في
الخارجِ، وجدتُّني أُدَّرِبُ الحُجراتِ على تسلُّقِ الحوائطِ، وينمو
عُشبٌ قديمٌ في الداخلِ، يُزاحمُ السريرَ ومتكَّةَ السجائرِ، لإنَّ
القصرَ بفضائهِ الشاسعِ، كانَ حريصاً على دفعِ الأصواتِ القادمةِ مِن
البحرِ إلى مجالي
.
أعودُ :
الظلامُ كاملٌ
.
ولاشئَ من الصدفةِ يُسمِّيني بأحمدَ، فقط سيولٌ تضُخُّ شواهدَها في
أيامي، وصديقٌ يَمِدُّ حلقَهُ في زجاجاتٍ فارغةٍ، ويدعكُ قلبي بليلٍ طويل
.
اعتقدتُ أنَّني سنواتٌ تبكي، واعتقدتُ أنَّني أُفَصَّلُ أصابعي مخاطماً
للخيلِ، فاجتاحني مِن أوَّلِ الحديقةِ صهيلٌ دفعَ البحرَ إلى أنْ
يتَشرَّدَ، وبذلك انتهيتُ إلى ولوجِكِ الخفيفِ، حيثُ كانَ لايُجبرُ
البابَ على أنْ يفتحَ كاملاً
.
ومازلتِ
تُمسكينَ المقبضَ، فَحصتْ عيناكِ أرجاءَ المكان : مامن غريبٍ، حيثُ نشأتْ
أوَّلُ ابتسامةٍ بين شفتيكِ وأوَّلُ رجفةٍ في أعماقي .
***
وبهذهِ السرعةِ غَمرتِ الظلامَ
....
أرى رجفةً
تَهِزُّ ركبتيكِ . والذي غابَ في همسةٍ ظهرَ أمامَنا، وكان يَعصرُنا
بشدةٍ، ثُمَّ استعادَ أنفاسنا ليدفنَها ... ..هاجمَ كلامَنا لِيضلّ
.
أعتقدُ أنَّنا
سبحنا طويلاً في مساحتِنا الداخليةِ، وغطَّينا كُلَّ هذا العَرَقِ
بِمُلاءةٍ خفيفةٍ ... شَرعْنا في الرقصِ، وكانَ رقيقاً، ثُمَّ تدافعنا
فيهِ إلى أنْ صارَ شتلاتٍ مِن نباتاتِ الزينةِ ... تَقاسَمنا الحُبَّ
وبعضَ الخوف
.
سجائرُكِ
أحرقتْ الجزءَ الأسفلَ مِن الثّوبِ، لكنَّكِ لمْ تكترثي، بل واصلتِ
الكلامَ بوجهكِ، مشيتِ بعينيكِ على النورِ والأحلامِ والجزرِ الممنوعةِ
... تدفَّقتِ بأنفاسي، لينهضَ العالمُ مِن حولِنا هارباً إلى اللَّه،
ونظَلُ كلينا على شاطئٍ بعيدٍ، نُحرِقُ أخشاباً في موقدِ الرِّيحِ،
وننظرُ إلى أصابِعِنا
.
لاتعودي
أدخلي
إلى سريري، فالبردُ أقوى مايكونُ الليلةَ، كما أنَّها قد تُمطرُ، وتبِلُّ
ثوبَكِ الجميل
.
|
