كانت في بيتي
تحرِّقُ
أصابعَها في الطهوِ
تهدهدُ الدُمى
وتُرضِعُ
القططَ
في
انتظارِ الصغارْ.
كانت في غرفتي
تمزِّقُ الأناجيلَ
وتخمشُ الصليبَ
على صدرِها
لتخرجَ المرأةُ
ثم تفردُ المُلاءةَ
الزرقاءْ
وترتِّبُ
الوسائدْ.
كانت تمشي إلى
الجبَّانةِ كلَّ يومٍ
تسرقُ زهرتين
من قبرِ الأمِ
والشقيق
تغرسهما على
شاهدِ الأبِّ
الذي ليس تنمو
عليه زهرة
وتعودُ إليَّ
بأكياسِ الخبزِ
والبطاطسْ
لتحرِّقَ
أصابعَها في المطبخِ
من جديد.
كانت في سريري
تقطِّرُ المُهلَ
في أنابيبَ يابسةٍ
فيما تقرأ في
كتابٍ
ممحوةٌ حروفُه
مُضاءٍ بصرخةٍ
عرجاء.
كانت تحبُّ
ولمّا تعلّمتْ
أن البُغضَ
فنٌّ لا يخلو
من جمالْ
ضاجعتِ
"الحُطَيْئةَ"
فاستولدَها
جيشًا من الأطفالْ
بسراويلَ
واسعةٍ
وبغيرِ رؤوس.
الشيطانُ
شيخٌ طيّب
تحمَّلَ
لعناتِنا مليونَ عامٍ
ولم يبصقْ في
وجوهِنا
غيرَ مرةْ.
لهذا
كانت الصفقةُ
طيّبةْ
حين استبدلتْ بلحمِ
الصغار
دفترَ أوراقٍ
بيضاء
وخمسةَ وسبعينَ
قلمَ رصاصٍ
وكتابَ جوتة.
العسراءُ
المشلولةْ
كانت في شرنقتي
ثم طارتْ.
القاهرة / 1
ديسمبر
2003
|